الملخص
لا يخفى على أحد ما للبحث العلمي من أهمية في المجتمعات الإنسانية، فلا يتيسّر لها أن تتقدم وتتطوّر إلا من خلال إجراء البحوث العلمية الرّصينة، ولا يخفى على أحد أنّ البحث العلمي في عالمنا العربي ما يزال دون المستوى الّذي تتمناه الشعوب العربية ليتسنّى لها الانتقال من مصافّ العالم الثالث إلى واقع العالم المتقدّم بما يحمله من تطوّرات واختراعات، على الرّغم ممّا لديها من إمكانيّات هائلة أنعم الله بها عليها.
وإنّ التّقدّم الهائل السّريع الّذي يشهده العالم اليوم له أسباب كثيرةٌ، يأتي في مقدّمتها الاهتمام الشّديد بالبحث العلمي، ففي الوقت الّذي يقف فيه البحث العلمي العربي عند عتبة الدّعاية البعيدة عن جديّة الإنجاز، أو عند باب التّرف الأكاديمي فحسب، نجد أنّ دول العالم المتقدّم تكرّس العديد من إمكاناتها لدعم البحث العلمي، والتّجارب العلميّة المختلفة بغية التّطوير، ومن أجل مستقبل أكثر ثباتاً. "إنّ الأمّة الّتي لا تنتج العلم تضعف لغتها، وتنكمش، وتنعزل. وفي ضعف اللّغة ضعفٌ للكيان كما هو معلوم لدى علماء الاجتماع اللّغوي وعلماء الاجتماع السّياسي بصورةٍ عامّة"، وهذه الحقيقة تتجلّى في كون اللّغة العربيّة بحاجة إلى مسايرة العصر؛ حتّى تعبّر عن الفكر المعاصر على نحوٍ قويٍّ وفعّال. ما يتطلّب أن تصبح اللّغة العربيّة لغة منتجة للعلم والتّقنيّة. (الإرياني، 2018، ص: 2).
تأتي هذه الدراسة للحديث عن طبيعة البحث العلميّ باللّغة العربيّة في العالم العربيّ، ومحاولة تحديد الصّعوبات التي تواجه مساره وتحول دون إتقانه، ومن ثمّة تخليص الذهن العربي من حالة التخلف والتقوقع، والعمل على وضع استراتيجيات علميّة لمستقبل البحث العلمي في العالم العربي من أجل تطويره، والرّقي به واللّحاق بالتطورات التي وصلت إليها دول العالم المتقدم في مجال البحث العلمي.