الملخص
يتناول هذا البحث مسألة مهمة تعنى بالجانب الصوتي والتشكيلي للغة العربية، وهي مسألة النبر والتنغيم، يعرف البحث بهاتين الظاهرتين لغة واصطلاحاً ويبين أنّ العلماء العرب القدماء وعوا هاتين الظاهرتين في مصنفاتهم، ولكنهم لم يتركوا أي مصنف يدلل على ذلك مما دفع بعض العلماء المستشرقين والعرب المحدثين إلى نفي وجودهما في اللغة العربية الفصحى.
ويبين بعد ذلك مواضع النبر، وأنّ تلك المواضع اعتمد فيها العلماء العرب المحدثون على آراء المستشرقين، واستند بعضهم في تحديدها إلى قراء القرآن الكريم، وكانت هذه المواضع موضع خلاف بينهم.
ويظهر البحث أنّ النبر الدلالي له أثر في تغيير المعاني، أما النبر الصرفي فأثره في تغيير المعنى موضع اختلاف بين المحدثين. ويخلص إلى أنّ النبر في العربية غرضه الرئيس إمّا توضيح مقطع من مقاطع الكلمة الواحدة، وأثر هذا النوع جمالياً لا يكاد يظهر، وإمّا توضيح كلمة في جملة، وهو نبر الجملة وهذا النوع يبين لنا صورة ساطعة عما تحمله العربية من أساليب جمالية تبز بها اللغات الأخرى.
ويبين البحث أنّ الاختلاف في النمط التنغيمي للجملة يؤدي على الاختلاف في المعنى، ويتوقف مطولاُ عند أثر التنغيم في التوجيه القرائي وفي التأويل النحوي وفي علم المعاني، ويتناول العلاقة بين التنغيم وعلامات الترقيم ويخلص إلى أنهما بمنزلة حاستي السمع والبصر، ولا غنى لواحدة عن الأخرى.