الملخص
اللُّغةُ العربيَّة هويَّة وتاريخٌ وتراث، ولطالما كانت لغةً رائدةً وسيَّدة بين اللُّغات، لكنَّ أهميَّتها تراجعت في الآونة الأخيرة، ولهذا أسبابٌ أهمُّها فقدان أبناء العربيّة محبَّة لغتهم والشَّغف بها بسبب فراغ المناهج التي يدرسون من المحتوى الجاذب الذي ينمِّي الذوق اللُّغويَّ الرَّاقي، والسَّبب الآخر شيوع العامِّية التي تزاحمُ اللُّغةَ العربيَّة الفصحى في الاستعمال، يُضافُ إلى ذلك الاستِخفافُ بالعربيَّة وتراث الأجداد اللُّغويِّ. كما أنَّ هناك مشكلة في اللًّغة العلميَّة والمصطلحات العلميَّة، فمع اجتهاد المجامع العربيَّة إلَّا أنَّها مازالت مقصِّرة في تحديد المصطلحات العلميَّة التي تُترجم من اللُّغات الأجنبيَّة إلى اللُّغة العربيَّة. وقد يكون للهُويَّة العربيَّة أثرٌ كبيرٌ في تراجُع اللُّغة؛ إذ لا انفصامَ بينهما، فالعربيُّ الذي يشعر بتضاؤل قدره بينَ المجتمعات لن يعتزَّ بلغته ولا يُهمُّه إتقانها، بل يسعى ليتقنَ اللُّغة السَّائدة.
ومن هذه المعوقات وشدَّتها تأتي السُّبُل التي تنهض باللُّغة العربيَّة، وأولى هذه السُّبُل الاعتناء بالمنهج المدرسي، وثانيها دعم وسائل التواصل والإعلام ليكون معزِّزًا للُّغة العربيَّة السَّليمة. وثالها ربط اللُّغة العربيَّة بالحاسوب لبناء منظومة تحلِّل اللُّغة وتسهِّل تعلُّمها، وهذا يتطلَّب تطوير البرامج التي تدعم اللُّغة العربيَّة.