الملخص
يقولُ المفكّرُ العربي /ساطع الحصري/:"اللغةُ روحُ الأمّة والتاريخُ ذاكرتُها " ، فثمّةَ ارتباطٌ بين الروحِ والذاكرة ؛ فالروحُ هي جوهرُ الحياة. فاللغةُ بهذا المعنى هي تجسيدٌ لهوية الأمّةِ الروحيّة والتاريخيّة ، بوصفها الحافظَ لتراثِها الفكري, ويرى المؤرّخ /أرنست رينان/ المعروفُ بتعصبِّه تجاهَ العرب: "أنّ تلكَ اللغة، أي العربية قد فاقتْ أخواتِهما من اللغاتِ الشرقية ، بكثرةِ مفرداتِها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها، ومنذُ ظهورِها فهي في حُللِ الكمال ، لدرجةٍ أنّها لم تتغيّْر أيَّ تغييرٍ يذكر حتى أنّهُ لم تُعرفْ لها في أطوارِ حياتِها كلِّها ، طفولةٌ أو شيخوخة، وبقيتْ محافظةً على كيانِها من كلِّ شائبة .
الإعلام هو التعبيرُ الصادق عن عقلية الجماهير وروحِها وميولها ، في تكوين الوعي الاجتماعي وتطويره . . لكن الإعلام سلاحُ ذو حدّين ؛ فإذ كان بالمستوى المطلوب لغة وأداء ، أصبح مدرسة لتعليم اللغة ، أمّا إذا تردّى الإعلام ، فلا تسلمُ اللغة من عواقبه .نقرأُ على شريطٍ إخباري في التلفاز : قواتُنا تُعيدُ الأمنَ والأمانَ بعدَ قضاءَها على ... ، العملُ جاري بوتيرةٍ عالية..، أمّهاتُ وزوجاتُ الشهداءِ يعبّرونَ عن شكرِهم .. ورشة عمل : لوين مستقبلك ، كون أنت التغيير .. وغيرها
إنّ لوسائل الإعلام ، دوراً مهمّاً في تعزيز مكانة اللغة العربية، من خلال العناية بالدقيق اللغوي في الصحف والمجلات والبرامج الإذاعية والتلفازية .و اختيار العاملين في الإعلام الذين يمتازون بمعرفة اللغة وقواعدها ، وتنمية مهاراتهم اللغوية.,منع استخدام المفردات الأجنبية المتفشية في الندوات واللقاءات في وسائل الإعلام .وتشديدُ الرقابةِ اللغويةِ من قِبَل مختصّين ، على ما يعرضُ على الشاشةِ الصغيرة ، من المسلسلات والأفلامِ العربيةِ والأجنبية المترجمة ، وفي البرامج الثقافيةِ المختلفة ، ولا سيّما تلك الموجّهة إلى الأطفال.
إنّ لغتَنا جوهرُ عروبتِنا وأصالتِنا ؛ وهذا يوجّبُ على الكتّابِ والمعلّمينَ والإعلاميين ، تعزيزِ مكانةِ هذه اللغة وتقويتها في نفوسِ الناشئة .